اعلنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عزمها إطلاق مركبة فضائية غير مأهولة إلى الكويكب "بينّو 101955" في التاسع من سبتمبر/أيلول لهذا العام، وأطلق على تلك المهمة اسم "أوسيريس-رِكس".
وبينو -المكتشف سنة 1999- كوكب كربوني يقع ضمن مجموعة الكويكبات القريبة من الأرض، ويصنف على أنه جسم ذو خطورة محتملة حيث تبلغ فرصة تصادمه مع الأرض في القرن الثاني والعشرين 1 /2700 وهو بذلك يحتل ثالث أعلى تصنيف في درجة الخطورة وفقا لمقياس "تكنيكال إمباكت هازرد سكيل".
ومن المخطط له أن تصل المركبة إلى "بينّو" عام 2018 لاختيار الموقع المناسب لالتقاط عينات بأوزان مختلفة تتراوح بين ستين غراما وألفي غرام بواسطة جهاز شفط آلي مثبت على المركبة، ومن ثم تجميع العينات في كبسولة لإعادتها إلى الأرض بحلول عام 2023.
ومن الأهداف الرئيسية لهذه المهمة، التحقق من وجود مياه جليدية في مكونات ذلك الكويكب، والبحث عن الجزيئات الأولية للمركبات العضوية في تربته السطحية، إذ تعتبر الجزيئات العضوية جزءا من السلسة الرئيسية التي ساهمت في تكون الحياة على كوكبنا. هذا إلى جانب التحقق من الحقبة الزمنية لتكون تلك المواد على الكويكب الذي نشأ في منطقة حزام "كويبر".
وتعتبر مراقبة ذلك الكويكب مهمة جدا لفهم مداره وتأثيرات غير الجاذبية على حركته المدارية، ليتمكن العلماء من دراسة احتمال اقتراب مساره المداري من كوكبنا.
ولفك أسرار بينّو تم تثبيت خمسة أجهزة علمية على تلك المركبة، فهنالك مجموعة من ثلاث كاميرات لتصوير الكويكب خلال مراحل الاقتراب منه، وجهاز لقياس الارتفاع الليزري لرسم خرائط طبوغرافية شاملة لسطح الكويكب.
وتتضمن المركبة جهازا طيفيا للانبعاث الحراري وظيفته استكشاف وفرة العناصر المعدنية والكيميائية على بينو وقياس درجة حرارته، ولتحديد وجود الماء الجليدي والمواد العضوية سيتم استخدام الجهاز الطيفي للأشعة المرئية وتحت الحمراء، ولإنجاز خرائط لتوزيع العناصر على الكويكب فهنالك جهاز مخصص لتصوير التربة بالأشعة السينية.
ويعتقد العلماء أنه من الممكن لهذا الكويكب أن يحتوي على مصادر تعزز فهمنا وتزيد المعرفة البشرية بكيفية تكون المجموعة الشمسية وما تحتويه تلك الكويكبات البعيدة من عناصر ومركبات، علما بأن بعض الأنواع من الجزيئات العضوية -التي تعد من اللبنات الأولية لوجود الحياة- تم اكتشافها في بعض المذنبات والكويكبات.