غيب الموت العالم المصري الكبير، الحائز على نوبل في الكيمياء عام 1999، بعد صراع مع مرض السرطان، والراحل اخترع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره "فيمتو ثانية"، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية.
رحلة العالم الكبير من محافظة البحيرة، القريبة من الإسكندرية شمال مصر إلى لوس أنجلوس الأميركية جسدها في مذكراته وبعض كتبه العلمية المنشورة باللغة العربية. واهتمت الصحف المصرية برصد هذه الرحلة عبر الكتب التالية:
أولا: رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل 2002 "الغربيون عباقرة.. ونحن لسنا أغبياء.. لكن الغرب يساعد الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل" هكذا قال زويل في مذكراته "رحلة عبر الزمن"، والذي تحدث فيه عن بدايته ودراسته بجامعة الإسكندرية، وأسطورة "الفيمتو ثانية"، والتي حصل من خلالها على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.
ثانيا: "عصر العلم 2005 أسبوعاً من الاحتفالات الأسطورية" هكذا وصف العالم المصري أحمد زويل الأيام التي تلت إعلان فوزه بالجائزة العالمية في الكيمياء، والتي دائما ما كان يتذكر الدعوة التي وجهت له في الاحتفال: "وأدعوك لأن تتقدم إلى الأمام لتتسلم جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 من يدي جلالة الملك".
والكتاب حرره الصحافي المصري أحمد المسلماني، ويسرد فيه سيرة صاحب نوبل في الكيمياء، منذ رحلته للتعلم في الإسكندرية حتى حصوله على بعثة علمية في جامعة بنسلفانيا، وصولا إلى دخوله في عالم الأبحاث والتجارب العلمية حتى الترشح لنوبل.
وقام الأديب العالمي نجيب محفوظ، بكتابة مقدمة الكتاب أشاد فيها بموضوع الكتاب وخطورته، ويشيد بكاتب الكتاب وعظمته، كما أنه كان قد تنبأ له بالحصول على جائزة نوبل مرة ثانية.
ثالثا: "الزمن 2007" يمثل هذا الكتاب والذي يحتوي36 صفحة فقط، نص المحاضرة القيمة التي ألقاها زويل، وهي حول ألغاز الزمن ومعجزاته، حيث يتناول فيها تاريخ قياس الزمن ومستقبل هذا العلم. ويقول: "ومن الأشياء البالغة الصغر – الذرة - إلى البالغة التعقيد – الحياة - فالعظيمة الحجم – الكون - وعلى الرغم من وجود بعض الأسرار المستعصية فإننا مع الوقت سوف نصل إلى آفاق جديدة في العلم"،
ويضيف: "تتحدد كل الظواهر التي نعرفها في كوننا هذا، بمقاييسها الزمنية، ويبدو أن هذه الظواهر سواء كانت ظواهر ثابتة أو متغيرة، تتبع أو تنضبط بمقياس زمني لوغاريتمي يمتد من العوالم البالغة الصغر (الذرات) إلى العوالم البالغة الكبر (الأجرام الكونية)".
رابعا: "حوار الحضارات 2007" ويمثل الكتاب الذي يتكون من 27 صفحة عبارة عن نص محاضرة قام صاحب نوبل بإلقائها في محاضرته بباريس أمام منظمة اليونسكو.
وقدّم خلال الكتاب حلولا من شأنها الوصول لحوار حقيقي بين الحضارات، يتم تلخيصها في قوله: "أعتقد أن الحرية والقيم الإنسانية، والتي تعد مبادئ أساسية في الديمقراطية، هي شيء أساسي لقفزات من التقدّم والاستخدام الأفضل للموارد البشرية، ويجب أن تصدر هذه المبادئ لدول عالم الذين لا يملكون، ولكن مع تفهم الفوارق الثقافية والدينية ومن غير سيطرة أو إكراه".
كما تحدث عن قوة الإيمان بالمعرفة وخطورة الجهل الذي يصفه بأنه مصدر البؤس والشقاء لكل الناس دون جدال حين قال: "أحاول أن أبرهن هنا على أن الخلل في النظام العالمي المعاصر إنما هو ناجم جزئيا عن الجهل بالحضارات أو التذكر الانتقائي للماضي والافتقار إلى رؤية الأشياء وفقاً لعلاقاتها الصحيحة، وجزئيا عن البؤس الاقتصادي والظلم السياسي اللذين يعاني منهما" عالم الذين لا يملكون" والذين يشكلون نحو 80% من سكان العالم في كل القارات ومختلف الثقافات. تلك هي الحواجز التي تحول دون الوصول إلى حالة متقدمة من النظام العالمي، فإذا ما تخطينا تلك الحواجز، فإننا سوف نصل إلى وضع أفضل في حوار الحضارات".